فأنت محمدها الباقِرُ (الامام الخامس ع)
ضياء الدين الخاقاني
1933 المحمرة - 2008 النجف الأشرف
...............................................
ذكرْتكَ وابتسمَ الخاطرُ ... وعطِّرَ فيكَ الفمّ الذاكِرُ
ورفرفَ في عالم الذكريات ... فؤادي كما رفرفَ الطائرُ
فابصرتُ نورَك حيث الخلود ... بمجدك في زهوهِ عامرُ
وخفّ بي القلبُ نحو السماء ... وطار بي الولعُ الغامرُ
وها أنا مهما أردتُ السمو ... فأني فوق الثرى سائرُ
فأدركتُ أن المنى عالم ... ونيلُ المنى عالمٌ آخرُ
هنالكَ يرعى مع الشاعرين ... جلالُكَ حيث الهوى آمرُ
وحيث محمّد في الأنبياء ... جليسٌ يطيبُ به السامرُ
وحيث الوصيّ به المرسلون ... على أوصيائِهم فاخروا
وحيث ابنة المصطفى فاطمٌ ... يبثّ الهدى ثوبُها الطاهرُ
فيستقبل الفجرُ انشودتي ... ويحتفلُ الزمن الدائرُ
على أنّني لمْ أكنْ شاعراً ... ولكنّ قلبي هو الشاعرُ
خيالٌ أقلّ وفكرٌ أذلُ ... وعقلٌ أمام الهدى حائرُ
وسفر حياتِكَ بالمعجزات ... على رغم منكرها زاخرُ
وهل يستطاع لشمس الضحى ... خفاءٌ وهل يخلق الساترُ
أبا جعفر للعلى قد سما ... بذكركَ محفلنا العامرُ
نودّ حديثكَ رغم الشجون ... وما لفّق الحنَقُ الخاسِرُ
فحدِّث لتلطمَ وجهَ الظلال ... بعلمٍ هو القدرُ الساخرُ
نهضتَ لتدمغَ هامَ الطغات ... فينهدمُ الكفرُ والكافرُ
وأطلقتها صيحة في العقول ... كما يهدرُ الأسدُ الثائرُ
الى أن قطعتَ يدَ المستبدّ ... وينقضّ كرسيّه الغادرُ
تلفّت يا للمصاب الفضيع ... فادركت ما فعل الفاجرُ
فأسلمت لاذلّة للّئيم ... ولكنه القدرُ القادرُ
فلله أنتَ وفي عينه ... يذوبُ جوىً قلبُكَ الصابرُ
أتذكرُ كيف استهان الصديق ... وكيف لوى رأسه الناصرُ
وكيف تولّى اجتذاب النفوس ... الى حتفها الدرهمُ الساحرُ
ملكتَ بافكارك المسلمين ... واِن جحدَ الحقّ مَنْ كابروا
وما بين جنبيكَ قلبُ النبي ... وأنتَ الحقيقة والظاهرُ
أعدتَ بمولدك الذكريات ... فأنت محمدها الباقِرُ
....1985م
قصيدة: فأنت محمدها الباقِرُ
ديوان:مسيرة الى حوض الكوثر
الشاعر: الأديب المرحوم العلامة ضياء الدين الخاقاني
1933 المحمرة - 2008 النجف الأشرف